سورة الإسراء - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{وأَنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالأخرة أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} عطف على {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}، والمعنى أنه يبشر المؤمنين ببشارتين ثوابهم وعقاب أعدائهم، أو على {يُبَشّرُ} بإضمار يخبر.


{وَيَدْعُ الإنسان بالشر} ويدعو الله تعالى عند غضبه بالشر على نفسه وأهله وماله، أو يدعوه بما يحسبه خيراً وهو شر. {دُعَاءهُ بالخير} مثل دعائه بالخير. {وَكَانَ الإنسان عَجُولاً} يسارع إلى كل ما يخطر بباله لا ينظر عاقبته. وقيل المراد آدم عليه الصلاة والسلام فإنه لما انتهى الروح إلى سرته ذهب لينهض فسقط. روي: أنه عليه السلام دفع أسيراً إلى سودة بنت زمعة فرحمته لأنينه فأرخت كتافه، فهرب فدعا عليها بقطع اليد ثم ندم فقال عليه السلام: اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة له فنزلت. ويجوز أن يريد بالإِنسان الكافر وبالدعاء استعجاله بالعذاب استهزاء كقول النضر بن الحارث: اللهم انصر خير الحزبين، {اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ} الآية. فأجيب له فضرب عنقه صبراً يوم بدر.


{وَجَعَلْنَا اليل والنهار ءايَتَيْنِ} تدلان على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد بإمكان غيره. {فَمَحَوْنَا ءايَةَ اليل} أي الآية التي هي الليل، بالإِشراق والإِضافة فيهما للتبيين كإضافة العدد إلى المعدود. {وَجَعَلْنَا ءَايَةَ النهار مُبْصِرَةً} مضيئة أو مبصرة للناس من أبصره فبصر، أو مبصراً أهله كقولهم: أجبن الرجل إذا كان أهله جبناء. وقيل الآيتان القمر والشمس، وتقدير الكلام وجعلنا نيري الليل والنهار آيتين، أو جعلنا الليل والنهار ذوي آيتين ومحو آية الليل التي هي القمر جعلها مظلمة في نفسها مطموسة النور، أو نقص نورها شيئاً فشيئاً إلى المحاق، وجعل آية النهار التي هي الشمس مبصرة جعلها ذات شعاع تبصر الأشياء بضوئها. {لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رَّبّكُمْ} لتطلبوا في بياض النهار أسباب معاشكم وتتوصلوا به إلى استبانة أعمالكم. {وَلِتَعْلَمُواْ} باختلافهما أو بحركاتهما. {عَدَدَ السنين والحساب} وجنس الحساب. {وَكُلَّ شئ} تفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا. {فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} بيناه بياناً غير ملتبس.
{وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَئِرَهُ} عمله وما قدر له كأنه طير إليه من عش الغيب ووكر القدر، لما كانوا يتيمنون ويتشاءمون بسنوح الطائر وبروحه، استعير لما هو سبب الخير والشر من قدر الله تعالى وعمل العبد. {فِى عُنُقِهِ} لزوم الطوق في عنقه. {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا} هي صحيفة عمله أو نفسه المنتقشة بآثار أعماله، فإن الأعمال الاختيارية تحدث في النفس أحوالاً ولذلك يفيد تكريرها لها ملكات، ونصبه بأنه مفعول أو حال من مفعول محذوف، وهو ضمير الطائر ويعضده قراءة يعقوب، و{يخرح} من خرج و{يخرج} وقرئ و{يخرج} أي الله عز وجل {يلقاه مَنْشُوراً} لكشف الغطاء، وهما صفتان للكتاب، أو {يلقاه} صفة و{مَنْشُوراً} حال من مفعوله. وقرأ ابن عامر{يلقاه} على البناء للمفعول من لقيته كذا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8